Thursday 25 July 2013

اكتشاف أدلة على استخدام سلاح الجو السوري للصاروخ الأكبر حجماً

في البداية أود توجيه الشكر إلى أحد القرّاء الذين يقرأون مدوّنتي بانتظام للفته انتباهي إلى هذا الشريط المصوّر الذي أرسله لي منذ اسبوعين ويظهر فيه عدة أنواع من الذخائر التي لم تنفجر.


يظهر في الشريط عدة أنواع من القذائف والصواريخ بما في ذلك بقايا قذائف هاون وذخائر مرتجلة (IRAM) يتم إطلاقها بعد تثبيتها بصاروخ، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هنا هو الرأس الحربي المُلقى على الأرض والظاهر في الشريط المصور.



ويظهر في الشريط لقطة شديدة الوضوح لصفيحة معدنية تحمل اسم الرأس الحربي.



وقد كُتب على الصفيحة المذكورة عبارة (9 ГЖ 606M) وهي اسم الرأس الحربي الخاص بالصاروخ من نوع S-25-OFM وهو أحد أنواع صاروخ S-25 أو أحد أشكاله المختلفة وهو صاروخ جو -أرض مصمّم لمهاجمة الأهداف المحصّنة.

هذه هي المرّة الأولى التي أتذكر فيها مشاهدة بقايا أحد هذه الصواريخ المستخدمة في الصراع الدائر وقد يشكّل هذا الصاروخ أوّل دليل على استخدامها في الحرب في سوريا، وأضف إلى ذلك أنّ هذا الصاروخ من نوع جو – أرض وغير الموجّه هو الصاروخ الأكبر حجماً من بين الصواريخ الأخرى المستخدمة في الصراع الدائر.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

التحقق من هجوم بالأسلحة الكيماوية استخدمت فيه قنابل الغاز في سوريا

كتبتُ مقالاً في وقت سابق من هذا الأسبوع عن صورتين أرسلهما لي صحفي يعمل في سوريا والذي قام بتتبّع قنابل الغاز التي ارتبطت بهجومين كيماويين قيل إنهما وقعا في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب وفي بلدة سراقب التابعة لمحافظة إدلب. وقد تحدثت إلى هذا الصحفي ويدعى ألفريد هاكنزبيرغر (Alfred Hackensberger)، وكان قد تكلّم عن التحقيقات التي أجراها في سوريا ونُشرت هذه التحقيقات في صحيفة داي فيلت (Die Welt) وزوّدني بمزيد من التفاصيل عن التحقيقات التي قام بها، وبدأت بسؤاله عن المناطق التي زارها في سوريا.
ألفريد هاكنزبيرغر - ذهبتُ برفقة مصوّري فيكتور براينر (Victor Breiner) إلى مدينة حلب وزرنا المنطقة المحيطة بالمدينة حيث جبهات القتال في بلدات كبلدة كفرحمرا القريبة من بلدتي نبل والزهراء الشيعيّتين وأيضاً زرنا بلدة السفيرة حيث كانت قوات المعارضة تحاصر منشأة عسكرية تحتوي في داخلها على ذخائر ومواد كيماوية.
أثناء تجوّلنا في المنطقة المذكورة التقينا بقوات المعارضة وقادتهم وعرضنا عليهم صورة للقنابل التي قيل إنها استخدمت في الهجمات الكيماوية. في بداية الأمر لم يتعرف أحد من هؤلاء المقاتلين على القنابل وعندها ظننّا أنّنا وصلنا إلى طريق مسدود لكننا التقينا بعد ذلك بمقاتلين إثنين من المعارضة المسلحة على أحد جبهات القتال في بلدة السفيرة واستطاعا التعرف على القنبلة على الفور وأكّدا لنا أنها اُستخدمت ضد مقاتلي المعارضة إلّا أنهما لم يتذكّرا بالضبط إن كان المقاتلون المستهدفون تابعون للواء التوحيد أم لجبهة النصرة. وأياً يكن فقد أضافا لنا أن هذه القنابل هي قنابل دخانية وليست كيماوية، وفي قت لاحق قابلنا شخصين آخرين وأكّدا لنا نفس الأمر.
أمّا مقاتلو جبهة النصرة فقد تعرّفوا فوراً على القنبلة عندما قابلناهن في قاعدتهم وعرضوا لنا قنابل من نفس النوع أو السلسة وأضافوا قائلين: " إنّ كل هذه القنابل هي قنابل دخانية وقد غنمناها من مستودعات الجيش النظامي." وأعادوا تأكيدهم للمرة الثانية أنّ القنابل التي غنموها ليست قنابل كيماوية، ولم يذكروا أمامنا إن كانوا قد استخدموها في القتال أم لا، أو أنهم اختاروا ألا يدلو بأي شيء بهذا الخصوص.
يمكنني أن أستنتج أنّ كلّ من قابلناهم لم يكن لديهم عِلم بأن هذا النوع من القنابل قد اُستخدم في الهجمات الكيماوية التي زُعم أنها وقعت في بلدة سراقب أو حي الشيخ مقصود، وتوجّب علينا حينها أن نبيّن لهم أنّه قد تم استخدامها، وما أعنيه هنا أنّ هؤلاء المقاتلين في الواقع لم يكن لديهم أي عِلم أو معرفة بهذه القنابل.
وعلى إثر تأكيد هؤلاء المقاتلين أنهم غنموا القنابل من مستودعات الجيش السوري رحنا نبحث عن ضباط وجنود سابقين في الجيش السوري من المحتمل أن يتعرفوا عليها وعرضنا عليهم صورة القنبلة وبعد مضي يومين قابلنا مقاتلاً أكّد لنا أنّه سبق له وأن رآها.
وهذا المقاتل هو من مقاتلي المعارضة وعلمنا أنه يذهب بانتظام إلى الحدود التركية لترتيب عمليات نقل الأسلحة وأخبرنا أنّه شاهد هذه القنابل من قبل (وأعني هنا القنبلة الأصلية المتعلقة ببلدة سراقب وحي الشيخ مقصود) خلال تأديته للخدمة العسكرية منذ عام تقريباَ في مدينة درعا قبل أن ينشق عن الجيش النظامي، وأضاف أنّ قوات من النخبة يُعتقد أنها تتبع للفرقة الرابعة كانت تتدرّب على استخدام هذه القنابل وأنّ ضابطاً أخبره أنّ هذه القنابل مصدرها إيران وتحتوي عادةً على دخان ومرخي للأعصاب وتُستخدم لتهدئة المتظاهرين وأضاف أيضاً أنّ هذه القنابل لم يتم استخدامها ضد المتظاهرين في ذلك الوقت، أي أثناء وجوده في الجيش النظامي.
----------------------------

سأنشر في الأيام المقبلة سلسلة من المقابلات التي أجريتها مع عدد من الخبراء في الأسلحة الكيماوية وسأتكلم عن الجوانب المهمة المتعلقة بغاز السارين وعن الهجوم الذي استهدف بلدة سراقب حيث تزعم الولايات المتحدة بأن غاز السارين استخدم فيه وأيضاً سأتكلم عن الهجوم الذي وقع في بلدة خان العسل حيث تزعم روسيا أن غاز السارين استخدم فيه.
تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

مزيد من البحث في موضوع قنابل الغاز المرتبطة بالهجمات الكيماوية في سوريا

منذ بضعة أسابيع تلقّيت الصور التالية من صحفي يجري تحقيقاً في استخدام قنابل الغاز الأبيض التي ربطتُها في وقت سابق بهجومين كيماويين قيل إنهما استهدفا بلدة سراقب التابعة لمحافظة إدلب وحي الشيخ مقصود في مدينة حلب.


اُلتقِطت هذه الصور في أحد القواعد التابعة لجبهة النصرة في حلب ويظهر فيها نوع من القنابل وصفها مقاتلو جبهة النصرة للصحفي بأنها قنابل دخانية، وإنّ أكثر ما يلفت الانتباه هنا هو تطابق حجم صاعق بيلهذه القنابل مع صاعق قنابل الغاز التي عُثر عليها في مواقع الهجمات في بلدة سراقب وحي الشيخ مقصود، وأيضاً يبدو أنها مصنوعة من نفس المادة. في الصورة التالية يَظهر صاعق كلا النوعين من القنابل جنباً إلى جنب.

في الأيام المقبلة سأتحدث إلى الصحفي الذي أرسل لي هذه الصور بعد أن أمضى الأسابيع الماضية في تتبّع هذه القنابل في سوريا وتوصّل إلى بعض المعلومات الهامة المتعلقة بها.
تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

Thursday 4 July 2013

التعرف على أكبر القنابل الحارقة المستخدمة من قبل القوات الجوية السورية

كثّف سلاح الجو السوري من استخدامه لأنواع متزايدة من الذخائر والقنابل الحارقة منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 حيث استخدم القنابل العنقودية الحارقة من نوع ZAB 2.5 من بين أنواع أخرى من القنابل العنقودية المستخدمة في سورية، وتبع ذلك استخدام القنابل الحارقة من نوع ZAB 100-500 في نهاية الشهر ذاته، وفي بداية عام 2013 اُستخدمت القنابل الحارقة من نوع FZAB-500M الشديدة الانفجار. ولقد استطعتُ مؤخراً جمع دلائل تشير إلى استخدام نوع رابع من القنابل الحارقة.


اُلتقط هذا الشريط في بلدة عندان التابعة لمحافظة حلب ويظهر فيه بقايا قنبلة وُصفت في الشريط بأنها قنبلة تحتوي على الفوسفور الأبيض حيث يمكننا رؤية ومضات من الضوء تنبعث من داخل ما تبقى من غلاف القنبلة. لكن من خلال متابعتي للحرب في سوريا وجدتُ أنه لا ينبغي اعتبار وصف الأشرطة المصورة في موقع اليوتيوب على أنه وصف دقيق دائماً. سنلقي الآن نظرة على القنبلة.

لدينا هنا ثلاثة دلائل رئيسية تساعدنا في تحديد نوع هذه القنبلة بالرغم من الضرر الكبير الذي لحق بها، وأول هذه الدلائل هو شكل مروحة الذيل وبقايا الطرف الأمامي من القنبلة ويدل هذا على أنها أحد نوعين من القنابل، ونرى في الشريط أن الطرف الأمامي قد لحق به ضرر كبير لكن شكله يشبه كثيراً الطرف الأمامي للقنبلة العنقودية من نوع RBK-500 والقنبلة الحارقة من نوع ZAB-500. لكن لا يمكننا رؤية هذا الطرف بوضوح في الشريط المصور وذلك لرداءته وجودته المنخفضة إلا أنّ الصور في الأسفل تعطينا فكرة عن مدى التشابه الكبير بين القنبلتين.

RBK-500
ZAB-500
إنّ القنبلتين من نوع ZAB-500 و RBK-500 لهما غلافين متطابقين من حيث الشكل والتصميم وبالتالي فإن شكل مروحة الذيل وطريقة تصميمها في كِلا القنبلتين متطابق أيضاً.

RBK-500
ZAB-500,
إذاً لدينا دليلين يشيران إلى نوعين محتملين من القنابل ولحسن الحظ يوجد اختلاف واحد شديد الوضوح بينهما ويمكن رؤيته في وسط مروحتي الذيل.


RBK-500
ZAB-500
وكما هو واضح في الصور نرى أنّ القنبلتين من نوع RBK-500 و ZAB-500 لهما تصميم مختلف كلياً في وسط مروحتي الذيل، ونرى بوضوح أنّ القنبلة في الشريط المصوّر تشبه كثيراً القنبلة من نوع ZAB-500، ومما سبق أعتقد أن هذا النوع من القنابل قد اُستخدم منذ شهر شباط/ فبراير عام 2013 على الأقل وأظنّ أنّ هذا الشريط يُظهر أولّ استخدام لها في الحرب الدائرة في سوريا.

وفقاً للموقع الإلكتروني CAT-UXO:

إنّ القنبلة (الحارقة) من نوع ZAB والتي يبلغ وزنها 500 كيلو غرام هي قنبلة حارقة ذات غلاف رقيق وهي مصممّة لإطلاق تأثير مدمّر من خلال النار والحرارة الشديدة (التي تسبّبها الحشوة الحارقة).
ولغلاف القنبلة شكل أسطواني وذو طرفين متوازيين (باستثناء الذيل) وتبلغ سماكته 5 ملم تقريباً.
وتتألف القنبلة من حشوة شديدة الانفجار محشوة داخل أنبوب في وسط القنبلة ويحيطُ به أنبوب آخر يحوي على الفوسفور الأبيض كحشوة قابلة للاشتعال، والحشوة الرئيسية الحارقة تحيطُ بالحشوة القابلة للاشتعال وهذه الحشوة الرئيسية محشوة داخل أسطوانة مصنوعة من صفيحة معدنية وبذلك يكون للقنبلة غلاف داخلي وآخر خارجي.

 
تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية