Monday 12 August 2013

السلاح المحلّي الصنع الذي زُعم أنه استُخدم في هجوم كيماوي في عدرا قرب دمشق

تحدّثَت تقاريرٌ في اليومين الأخيرين عن مزاعم بوقوع هجوم كيماوي في بلدة عدرا قرب دمشق، وسَبقَ لهذه البلدة أن تعرّضت لِعدّة هجمات قيل أنّ أسلحة كيماوية استُخدمت فيها. وقد نُشرت أشرطة مصوّرة على شبكة الإنترنت من ضمنها هذا الشريط الذي يظهر فيه عدد من الحيوانات النافقة وبقايا لما يشبه الصاروخ الذي قيل إنه استُخدم في هذا الهجوم المزعوم.



قد يلاحِظ من يقرأ المدوّنة بانتظام أن هذا الصاروخ يشبه صاروخاً مجهولاً سَبقَ لي وتحدثتُعنه مؤخراً والّذي قيلَ إن القوات الحكومية استخدمته في مدينة داريّا قرب دمشق في شهر كانون الثاني/يناير، وفيبلدة عدرا في شهر حزيران/يونيو. وبعد كتابة المنشور المتعلّق بهذا الصاروخ المجهول تلقّيت صورتين لصاروخ آخر استهدف مدينة داريّا ويعود تاريخ نشرهما إلى ذات اليوم الذي نُشر فيه شريط كانون الثاني.



بالإضافة إلى هذه الصور الملتقطة في دمشق لدينا هذا الشريط الذي نُشر منذ بِضعة أيام وقيل إنه التُقط في حي الخالدية في مدينة حمص.


من الجدير بالذكر أنّ أياً من الصور أو الأشرطة السابقة لم يتمّ ربطها بالهجمات الكيماوية، ولذلك يبقى التساؤل مطروحاً حول ماهية هذه الصواريخ.

يَظهر في الشريط المُلتقَط في حمص لقطة واضحة للشُحنة التي لم تنفجر.


إنّ هذه المادة الصفراء المعبأة بإحكام تذكّرنا بالحشوة المتفجّرة الخاصة بالقنابل الشديدة الانفجار مثل OFAB 250-275 (يمكنمشاهدتها هنا)، ولو تمّ ملئ القسم الأمامي من ذلك الصاروخ بهذا النوع من المادة شديدة الانفجار فسنحصل على سلاح ذو قدرة تدميرية كبيرة. وفي حال تمّ تزويد صاروخ بحشوة متفجرة من هذا النوع سنحصل على صاروخ أشبه بقذائف الهاون والذخائر المُرتَجلة التي يتم إطلاقها بعد تثبيتها بصاروخ (IRAM) والتي سَبقَ واستُخدمت في الصراع مرّاتكثيرة. إلا أنّ ما يُثير الحَيرة هنا هو أنّ الصور والأشرطة الأخرى لا يظهر فيها شحنة متفجرة تحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات، فعلى الأرجح سيؤدي انفجار بهذه الضخامة إلى تدمير الطرف الأمامي من الصاروخ تدميراً كلياً وسيُلحق ضرراً كبيراً بما تبقّى من الصاروخ وهذا مالا نراه في بعض الصور التي تُظهر بوضوح بأن الطرف الأمامي من الصاروخ لم يَلحق به ضرر كبير، وهو ما يوحي بعدم حصول انفجار ضخم.

لقد دفعني هذا إلى التساؤل عمّا إذا كان لدينا هنا أكثر من نوع واحد من الشحنات المتفجرة. ولو دقّقنا النّظر في الصورتين المأخوذتين في مدينة داريّا في شهر كانون الثاني لوجدنا أن سائلاً داكن اللون قد خلّف بقعاً صغيرة على جدار قريب.


كما يوجد آثار لسائل داكن اللون على الصاروخ الذي استهدف بلدة عدرا في شهر حزيران/يونيو، وتَظهر الآثار هذه على الجزء الذي يُفترض أن يحوي الشحنة المتفجرة.


في الهجوم الأحدث يظهر الأنبوب المعدني – الذي من المفترض أن يحوي الشحنة المتفجرة -أسوَد اللون ولامعاً حيث من الممكن أن يكون قد غُطّي بسائل أسوَد اللون بالرغم من صعوبة التأكد من هذا الأمر.


كما يلفت انتباهنا أنّ الصفيحة المعدنية الظاهرة في الصورة السابقة تحتوي على ثقبين يُعتقد أنهما مصمّمان لملء الرأس الحربي بالمتفجرات، كما يَظهر هذان الثقبان في جميع الصواريخ التي يظهر فيها هذا الجزء (أي الطرف الأمامي من الصاروخ).

بالرغم من هذا كله يصعبُ التأكد من نوع الشحنة المتفجرة بدون حصولنا على معلومات إضافية، ويوحي عدد الصور التي نُشرت في الأسابيع الأخيرة وتظهر فيها هذه الصواريخ بارتفاع وتيرة استخدامها، كما أنها مثال نادر عن الأسلحة محلية الصنع التي تستخدمها القوات الحكومية.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية


No comments:

Post a Comment